347 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

islamic creed

  • المقالات الطرابلسية

    عقيدة علماء طرابلس في مائة سنة

    The belief of the scholars of Tripoli-Lebanon over the past 100 years

  • عقيدة علماء طرابلس في مائة سنة - الحلقة الاؤلى

     بسم الله الرحمن الرحيم

    المقالات الطرابلسية

    عقيدة علماء طرابلس في مائة سنة

     

    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد أشرف المرسلين، أمّا بعد:

    www.mika2eel.com -

    Share selected track on FacebookShare selected track on TwitterShare selected track on Google PlusShare selected track on LinkedInShare selected track on DeliciousShare selected track on MySpace
    Download

    -     مقدمة من كلام الشيخ حسين الجسر الطرابلسي رحمه الله

    قال الشيخ حسين الجسر رحمه الله في كتابه الحصون الحميدية:

    إعلم أنّ علم التوحيد هو علم يُبحث فيه عن إثبات العقائد الدينية بالأدلة اليقينية وثمرته هي معرفة صفات الله تعالى ورسله بالبراهين القطعية والفوز بالسعادة الأبدية، وهو أصل العلوم الدينية وأفضلها، وقد جاءت به جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام من لدن سيّدنا ءادم إلى سيّدنا محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام.

    ولكن لمّا كان الشيخ أبو منصور الماتريدي والشيخ أبو الحسن الأشعري أشهر من دوّن كتب هذا العلم وأقام الأدلة والبراهين على ردّ ما قاله المخالفون شاع أنّهما الواضعان له. ويفترض تعلّمه على كلّ مكلف من ذكر وأنثى ولو بأدلّة إجمالية.

    وقد اعتنى العلماء من السلف والخلف بهذا العلم تدريساً وتحفيظاً وتفهيماً وأوْلوه اهتماماً كبيراً وألّفوا فيه المؤلّفات والرسائل وعقدوا لذلك المجالس وناظروا أهل البدع وكشفوا فساد معتقداتهم وردّوا شبههم وتمويهاتهم.

    واقتداء بهؤلاء الأعلام درج علماء طرابلس الشام على تعليم أبناء مدينتهم العقيدة الحقّة وتأليف الرسائل في إرشادهم إليها وردّ تمويهات المنحرفين حفظاً لعقائد شبّان هذه الأمة من الوقوع في الزيغ والضلال.

    ومن أكثر ما اعتنوا به جزاهم الله خيراً مسئلة تنـزيه الله عن المكان والجهة، لأنها أصلٌ عظيم من أصول الدين وهي عقيدة كل المسلمين، فقد اتفق المسلمون عامة سلفهم وخلفهم على أن الله تعالى لا يحلّ في مكان أو جهة ولا يحويه مكان أو جهة ولا يسكن السماء، ولا يسكن العرش، لأنّ الله تعالى موجود قبل العرش وقبل السماء وقبل المكان والجهة، ويستحيل على الله التغيّر من حال إلى حال ومن صفة إلى صفة أخرى، فهو تبارك وتعالى كان موجوداً في الأزل بلا مكان ولا جهة، وبعد أن خلق المكان والجهة لا يزال موجوداً بلا مكان ولا جهة.اهـ

    وقد منّ الله علينا فجمعنا في هذا الكتاب مختارات من أقوال هؤلاء العلماء في تنـزيه الله عن المكان والجهة، لتطمئن بها القلوب ويظهر لكلّ طالب هدى أنّ هذه المدينة العريقة بعلمائها وأصالتها كانت ولا تزال على عقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عقيدة مئات الملايين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وليظهر أنّ ما خالف هذه العقيدة فهو شاذّ عن عقيدة علماء الحقّ وأئمّة الهدى والله المستعان وهو الهادي إلى الإيمان.

     

    -     من مقالات الشيخ أبو المحاسن محمدّ بن خليل القاوقجـيالمتوفي (سنة 1305هـ)

    مسند بلاد الشام في وقته وعلى أسانيده المدار في غالب بلاد الشام ومصر والحجاز.

    نشأ يتيماً في كنف أخواله من ءال الحامدي ومن ثمّ سافر إلى مصر وتابع تحصيله العلمي في أزهرها، وأمضى أكثر من سبع وعشرين سنة يقرأ الفنون ويتلقّى العلوم على جماعة من العلماء المشهورين في مصر وغيرها.

    وبعد أن أتمّ التحصيل عاد إلى بلده طرابلس وعكف على التدريس في مساجدها وبخصوص في مسجد الطحّام، إلى جانب الاشتغال بالتأليف.

    أولى عنايته لتعليم أبناء مدينته العقيدة الحقّة التي توارثها العلماء عن سلفهم الصالح فوضع عدة رسائل في بيان عقيدة أهل السنّة والجماعة في الله وصفاته ورسله الكرام، منها ( كفاية الصبيان فيما يجب من عقائد الإيمان)، و( الاعتماد في الاعتقـاد )، و( سفينة النجـاة في معرفة الله )، و( بغية الطالبين فيما يجب من أحكام الدين ).

     

    وقد ضمّن كتبه تنـزيه الله عن المكان والجهة والجسمية فقال رحمه الله في كتابه ( الاعتماد في الاعتقاد) ( في الصحيفة الخامسة ) ص/5 ما نصّه: فإذا قال لك أين الله؟ فقل: مع كلّ أحد بعلمه - أي لا بذاته - وفوق كلّ أحد بقدرته، منـزّه عن الجهة والجسمية(1)، فلا يقال: له يمين ولا شمال ولا خلف ولا أمامٌ ولا فوق العرش ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن شماله، ولا داخل في العالم ولا خارج عنه ولا يقال: لا يعلم مكانه إلا هو.

    فإذا قال لك: مادليلك على ذلك؟ فقل: لأنّه لو كان له جهة أو هو في جهة لكان متحيّزاً وكلّ متحيّز حادث، والحدوث عليه محالٌ. اهـ

    وقال في كتابه: ( سفينة النجاة في معرفة الله وأحكام الصلاة )

    (في الصحيفة السابعة) ص/7 ما نصّه:  نعتقـد بـأنّ ذاته تعالى لا يشبه الذوات ولا صفاته تشبه الصفات ولا أفعاله تشبه الأفعال، ويستحيل عليه المماثلة للحوادث بأن يكـون ذاته كالذوات يأخذ مقداراً من الفراغ، أو يتّصف بالأعراض كالبياض، أو يكون في جهة كالفوق والتحت واليمين والشمال والخلف والأمام، أو يكون جهةً كالأعلى والأسفل، أو يحلّ بمكان أو يُقيّد بزمان، أو يتصف بالصغر أو بالكِبَر أو التوسّط، أو النور -أي الضوء- أو الظلمة. اهـ

    وقال في كتابه ( بغية الطالبين فيما يجب من أحكام الدين )

    (في الصحيفة الثانية عشرة) ص/12 ما نصّه: وأما تنزهه تعالى عن الجهة فللزوم الحد في ذاته  فالجهات كلّها من توابع الأجسام وإضافاتها، فلو كان تعالى في جهةٍ، أو له تعالى جهةٌ لكان مشابهاً للحوادث وهو باطل. وأمّا رفع الأيدي عند الدعاء فلأنّ السماء منـزل البركات وقِبلة الدعوات. والله فوق كل موجودٍ بالقهر والاستيلاء وهو القاهر فوق عباده وهو اللطيف الخبير وأمّا تنـزههُ عن المكان فلأنّ المكان مخلوق ولازمٌ للتحديد، فالمكان ما استقر عليه الجسم لا فيه، والحيّز ما ملأ الجسم، فالمكان والحيّز أمران نسبيّان من لواحق الأجسام وتوابعها، والله تعالى كان ولا زمان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان،(2) خلق المتمكّن والمكان، وأنشأ الخلق والزمان. اهـ

    مراد القاوقجي رحمه الله ان القول بنسبة الجهة إلى الله والعياذ بالله يقتضي ذلك لزوم الحد على الله أي أن يكون محدوداً محصوراً في هذه الجهة و هذا مستحيل على الله عز وجل,

    قال الإمام أبو جعفر الطحاوي وهو من رؤوس السلف : تعالى _ أي الله _ عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات.

    وفي الصحيفة الخامسة والثلاثين يقول رحمه الله تعالى  ص/35 ما نصّه:  فيُرى سبحانه وتعالى لا في مكان ولا جهة من مقابلة أو اتصال شعاع أو ثبوت مسافة بين الرائي وبين الله تعالى . اهـ

    وفي كتــابـــه ( البدر المنير على حزب الشاذلي الكبير )

    في الصحيفة الواحدة والعشرين ص/21 يقول ما نصّه: { الرحمن على العرش استوى }  استواءً يليق بجلاله(3)، بدون وصف التمكّـن والاستقـرار، فإنّـه تعالـى كان ولا مكان ولا عرش ولا زمان فإذاً خالق الخلق لا يحتاج إلى مكان. اهـ

    وفي الصحيفة الواحدة بعد المئة ص/101 ما نصّه:  وقربه تعالى ليس قرب مسافة ولا مساحة، لأنّه يتعالى عن الحدود والأقطار والنهاية. اهـ

     والله اعلم وأحكم والسلام عليكم ورحمة الله

  • عقيدة علماء طرابلس في مائة سنة - الحلقة الثالثة

     بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله

    www.mika2eel.com -

    Share selected track on FacebookShare selected track on TwitterShare selected track on Google PlusShare selected track on LinkedInShare selected track on DeliciousShare selected track on MySpace
    Download

    الشيـخ عبد المجيـد المغـربــي( المتوفي سنة 1352 هـ )

    ينتمي إلى عائلة تسلسل منها القضاة والمفتون والعلماء الأعلام تلقى علومه من نخبة من علماء طرابلس كالشيخ أبي المحاسن القاوقجي والشيخ حسين الجسر وغيرهما. اشتغل بالتدريس في مدارس طرابلس و في الجامع المنصوري الكبير.

    تولى منصب أمين الفتوى في طرابلس، حتى أقيل في عهد الانتداب الفرنسي بسبب مواقفه السياسية و الوطنية. شغله أمر إصلاح عقائد أبناء المسلمين وتطهيرها من شُبَه الملحدين.

    قال في كتابه ( المنهاج في المعراج ) وقد نشر حديثـًا تحت عنوان ( رسالة علمية في الإسراء والمعراج) في الصحيفة/26:

    وكم ذا وجدتني وأنا في ذاك الجمع يرجف قلبي رجفانـًا مزعجاً حين يستمع المستمعون من تالي القصّة قوله حكاية لقول موسى عليه السلام في مسئلة تخفيف أعداد الصلوات ارجع إلى ربّك فاسأله التخفيف فيرجع ثم يعود إلى موسى بالحط خمسًا فخمسًا من ذاك العدد، مما قد يوهم المكان و الجهة في حقه، سبحانه و تعالى عن ذلك علوًا كبيرًا. اهـ

    لذلك وضع عدّة تآليف في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة منها:

    -     علم العقائد وضعه بتكليف رسمي من المشيخة الإسلامية في اسطنبول.

    -     حُسنُ البيان في واجبات الإنسان كتبه بأمر من السلطان عبد الحميد.

    -     اللآلئ الثمان في شرح رسالة شيخه أبي المحاسن القاوقجي التي سمّاها ( كفاية الصبيان فيما يجب من عقائد الإيمان).

    -      نيل الأمانـي على هداية الدجانـي في علم التوحيد.

    -     شرح الرسالة السنوسية في العقائد.

    قال في رسالته(المنهاج في المعراج) في الصحيفة /24 ما نصّه:

    ولا فرق بين جوف حوت يونس وطور موسى و مسرى  محمّد عليهم السلام بالنسبة إليه تعالى، حيث لا يحويه مكان ولا تحصره جهـة، لا فـوق ولا تحت، كان الله تعالى في الأزل ولـم يكن شيء من الكائنات والأمكنة والجهات على الإطلاق .اهـ

    مراد الشيخ عبد المجيد المغربي ما ورد في قصة المعراج, ان النبيّ صلى الله عليه وسلم بعد انفراده عن جبريل بعد سدرة المنتهى وصل الى مستواً أي مكانٍ يسمع فيه صريف الأقلام التي تنسخ بها الملائكة في صحفها من اللوح المحفوظ, فبيّن رحمه الله أن اعتقاد البعض أن الرسول وصل إلى مكانٍ هو مركزٌ لله تعالى هو ضلال مبين لأن الله تعالى موجودٌ بلا مكان, وأنه بوصوله عليه الصلاة والسلام إلى هذا المكان لم يكن بأقرب إلى الله من يونس وهو في بطن الحوت في قعر البحر وأنهما بالنسبة إلى القرب من الله سبحانه على حدٍ سواء , ولو كان عزّ وجلّ مقيداًُ بالمكان أو الزمان, لكان النبيّ أقرب إليه فثبت بهذا نفي الجهة الاستقرار في المكان عن الله عزّ وجلّ. 

     

     

     

    -      الشيـخ عبــد الفتـاح الزعـبي( المتوفي سنة 1354هـ)

    من أكابر مشايخ السادة الزعبية في طرابلس. تولى الخطابة والإمامة والتدريس في الجامع المنصوري الكبير ثم عُيّن نقيباً للسادة الأشراف، ومن بعده تولّى خطابة الجامع المنصوري ولده الشيخ علي ثم حفيده الشيخ معتصم بالله الزعبي.

    جمعت خطَبهُ التي كان يُلقيها من على منبر المسجد المنصوري وغيره في كتاب سميَّ ( المواعظ الحميدية في الخطب الجُمعية )، وفيه يقول: في الصحيفة /84 ما نصّه:

    الحمد لله المقدس في ذاته عن المدارك العقلية، المنـزه في صفاته عن النقائص البشرية.اهـ

    ويقول في الصحيفة/85 ما نصّه:  وتفكروا في ءالائه ولا تتفكّروا في ذاته العليّ، واعلموا أن خطرات الأفكار في ذلك وهمية، وكيف يحيط العقل بمن تقّدس عن الكمية والكيفية والأينية، فنـزّهوا ربّكم وقدّسوه عن الخواطر الفكرية. اهـ

    وفي الصحيفة/86 يقول: كلّ ذلك يدل على وجود صانع منـزّه عن الكيفية والمثلية، ومقدّس عن خطرات الأوهام ومزاعم الحلولية. اهـ

    وفي الصحيفة/96: تحدّث عن معراج النبيّ عليه الصلاة والسلام  إلى السماء الذي ليس المقصود به وصول الرسول إلى مكان ينتهي وجود الله تعالى إليه، ويكفر من اعتقد ذلك، إنما القصد من المعراج هو تشريف الرسولعليهالصلاة والسلام باطلاعه على عجائب في العالم العلوي، وتعظيم مكانته ورؤيته للذات المقدّس بفؤاده من غير أن يكون الذات في مكان.

    فقال رحمه الله :  مع شهودٍ منـزّهٍ عن الكيفية وقربٍ مقدّس عن المكان والأينية، إذ الحقّ لم يفتقر إلى شيء فيتخذَ له تعالى محلاً، ولكن دعاه الحقّ تعالى إلى ذلك المكان ليريَه من آياته عجائب بدائع الإمكان.اهـ

    والله تعالى أعلم وأحكم , والسلام عليكم ورحمة الله . 

  • عقيدة علماء طرابلس في مائة سنة - الحلقة الثانية

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

    www.mika2eel.com -

    Share selected track on FacebookShare selected track on TwitterShare selected track on Google PlusShare selected track on LinkedInShare selected track on DeliciousShare selected track on MySpace
    Download

    -       الشيخ حسين الـجسر( المتوفى سنة 1327هـ)

    والد الشيخ محمد الجسر الذي تولى رئاسة مجلس النواب اللبناني وجد الشيخ نديم الجسر الذي تولى منصب الافتاء في طرابلس

    ولد في طرابلس وتلقى فيها علومه الأولية عن عدة شيوخ أبرزهم الشيخ أحمد عبد الجليل والشيخ عبد القادر , والشيخ عبد الرزاق الرافعيين.

    سافر إلى مصر وجاور بالأزهر الشريف مدة خمس سنوات انكب خلالها على تحصيل العلم، ثم عاد إلى بلده طرابلس وتولى التدريس في الجامع المنصوري الكبير وفي جامع طينال.

    وعليه تخرّج نخبة من علماء طرابلس أمثال الشيخ كامل الميقاتي أمين الفتوى، والشيخ عبد المجيد المغربي أمين فتوى طرابلس، والشيخ مصطفى وهيب البارودي.

    له عدة تآليف من أهمها ( الرسالة الحميدية في حقّية الشريعة المحمدية) ردّ فيها افتراءات المستشرقين على الشريعة الإسلامية.

    ظهرت عنايته بإرشاد أبناء مدينته إلى علم التوحيد في قصيدته التي وضعها لتعليم الأطفال محاسن الأخلاق وحث فيها على تعلم علم العقيدة الحقة واعتبره من أوائل ما يُلقّن للأطفال فقال في رسالته ( هديّة الألباب في جواهر الآداب ) في الصحيفة الثانية /2 ما نصه:

    فــأول الكمــالِ لــلأولادِ            معرفــة المـولى العظيـم الهادي

    وصحــةُ الإيمـان والإقــرار             بكـل مـا صـح عـن المختـار

    ثـمّ أداءُ واجــبِ العبــادة              فإنهـا عـلامـــة السعــادة

    ولما انتشرت بعض الأفكار الهدامة والعقائد الزائغة سارع الشيخ حسين إلى وضع كتاب في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة وردّ تلك الشبه حفاظاً على عقيدة أبناء المسلمين من الزيغ والضلال وأسماه ( الحصون الحميدية للدفاع عن العقيدة الإسلامية ).

    ذكر في مقدمته أنه نشأت شُبه لم تكن معهودة في غابر الأعوام وصار كل عاقل يخشى على إيمان الضعفاء من غوائل هذه الشُبه الجديدة وعلى عقائد شبان الأمة الزيغ والوقوع في الضلالات، فتجدد الاحتياج إلى استئناف الردود السديدة وتأليف كتب في حفظ الإيمان مفيدة.

    وقد نبه في كتابه هذا على تنـزيه الله عن المكان والجهة فقال رحمه الله في الصحيفة/9ما نصه:

    يجب لله تعالى المخالفة للحوادث ويستحيل عليه المماثلة للحوادث بأن يكون تعالى مشابهاً لهذه الموجودات الحادثة في خاصة من خواصها... وذلك كالجوهرية والجسمية والعرضية والتحيّز والتركيب والتجزؤ والتولد عن الغير وولادة الغير والاتصال والانفصال والانتقال من حيّز إلى حيّز. اهـ

    وقال في الصحيفة /20 ما نصه:  يجب لله تعالى قيامه بنفسه ويستحيل عليه قيامه بغيره، بمعنى احتياجه إلى مكان يقوم فيه أو محلّ يحلُّ فيه، أو مخصّص يخصصّه، أو موجد يوجده.

    والدليل على ذلك أنّه قد ثبت في دليل المخالفة للحوادث أنّه تعالى ليس جوهراً ولا جسماً فلا يحتاج إلى مكان يقوم فيه، لأن الاحتياج إلى المكان من خواصّ الجواهر والأجسام وثبت هناك انه تعالى ليس عرضاً فلا يحتاج إلى محل يحلّ فيه ويقوم به كما تحتاج الأعراض كالألوان والطعوم.

    وفي الصحيفة /40 يقول:  فاستواؤه تعالى على العرش هو صفة من صفاته تعالى اللائقة به ليس كاستواء الحادث المستلزم للجسميّة والجهة. اهـ

     

    -     الشيـخ عبـد القــــادر الأدهمـــي( المتوفي سنة 1328 هـ)

    ولد بطرابلس وتلقى فيها علومه على الشيخ أبي المحاسن القاوقجي والشيح محمود نشابة والشيخ عبد الرزّاق الرافعي.

    رحل إلى المدينة المنورة وأقام فيها مجاوراً، ثمّ توجَّهت إليه من قبل السلطان عبد الحميد وظيفة الخدمة في الحجرة الشريفة.

    وضع عدّة رسائل في أنواع من العلوم منها رسالة (وسيلة النجاة والإسعاد في معرفة ما يجب من التوحيد والاعتقاد(.

    قال في مقدمتها: هذه رسالة وجيزة غزيرة الفضائل فيما يجب اعتقاده في التوحيد على كل مكلف من العبيد.اهـ

    وفي الصحيفة/4 يقول ما نصه: وهو تعالى لا ابتداء لوجوده ولا انتهاء له، ولا يشبه شيئاً من الحوادث، ولا يشبهه شيئ منها، ولا يحتاج إلى مكان ومحل، ولا يغيره زمان، ولا ثانـي له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، قائمٌ بنفسه، مستغن عن جميع خلقه، قادر مريد يفعل ما يشاء، أبدع خلق العوالم وسائر الأشياء، ويعلم الواجبات والمستحيلات والجائزات، ويرى كلّ شيء ويسمعه، لا يشغله شأن عن شأن. اهـ

    والله تعالى أعلم وأحكم , والسلام عليكم ورحمة الله .

  • عقيدة علماء طرابلس في مائة سنة - الحلقة الخامسة

    بسم الله , والحمد لله , والصلام والسلام على رسول الله

    www.mika2eel.com -

    Share selected track on FacebookShare selected track on TwitterShare selected track on Google PlusShare selected track on LinkedInShare selected track on DeliciousShare selected track on MySpace
    Download

    -       الشيـــخ رامـز بن محمـود الملـك( المتوفّي سنة 1408 هـ)

    اشتغل بالعلم وتحصيله حتى كان يُعدّ في وقته من أعلم علماء طرابلس وكان من أبرز مشايخه الشيخ محي الدين الخطيب والشيخ وهيب البارودي والشيخ عبد المجيد المغربي والشيخ محمود نشابة.

    انتسب إلى كلية أصول الدين بالأزهر ثم عاد إلى طرابلس مدرّساً في بعض مساجدها وجامعها الكبير.

    تحول إلى أمانة فتوى طرابلس ومن ثم إلى إفتاء طرابلس بعد وفاة الشيخ نديم الجسر.

    له عدة رسائل في الوقف ومصطلح الحديث، وتفسير الجزء التاسع من القرءان الكريم.

    في أيامه قام البعض بنشر عقائد فاسدة كنحو القول بفناء النار وعدم تكفير سابّ الله أو الرسول عليه الصلاة والسلام  وإطلاق بعض العبارات التي فيها نسبة التشبيه لله تعالى. فقام بعض الغيّورين من أبناء طرابلس بعمل رسائل يردّون فيها هذه التحريفات وينصرون عقيدة أهل السنّة والجماعة في أن النـار باقيـة لا تفـنى ولا يفنى أهلها كما ورد في القرءان الكريم، وينبهون فيها أنّ سابّ الله أو الرسول عليه الصلاة والسلام، كافر ولو كان في حال الغضب، ويذكرون عقيدة السلف والخلف في تنـزيه الله عن المشابهة للخلق.

    وقدمت هذه الرسائل إلى الشيخ رامز الملك الذي كان مفتياً في ذلك الوقت لتوزّع كمنشورات، فعمل على نشرها بين أبناء مدينته وهي تحمل توقيعه وموافقته ومنها إمساكية صدرت في شهر رمضان سنة 1403 هـ وهذا نصها:

    إنّ تنـزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين أفضل عمل يقوم به العبد وقد اعتنى به العلماء سلفاً وخلفاً رحمهم الله. وقد جاء في ذلك عن الإمام علي كرّم الله وجهه أنه قال: [ كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان]أي أنه تعالى موجود بلا مكان لأنه هو خالق المكان فلا يحتاج إليه.

    قال الإمام أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه: [غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان]. وقال الإمام علي أيضاً:[ إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته ولم يتخذه مكاناً لذاته ]. أي أن الله تعالى خلق العرش الذي هو أكبر المخلوقات حجماً وهو سقف الجنة، وهو غنيّ عنه فلا يحتاج إليه ولا إلى السماء التي هي مسكن للملائكة.

    فلذلك لا يجوز تفسير ءاية: { الرحمن على العرش استوى } بمعنى الجلوس، بل كما قال أبو حنيفة والغزالي وغيرهما، الله مستوٍ على العرش استواءً منـزّهاً عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال لا يحمله العرش، بل العرش وحملَتُه محمولون بلطف قدرته تعالى.

    وهنا أخيراً فائدة مهمة: يجب على من شبّه الله بخلقه أن يقلع عن هذا الكفر وينطق بالشهادتين وهما: أشهد أن لا إلـه إلا الله وأشهد أنّ محمّداً رسول الله بنيّة الدخول في الإسلام، كالذي يسبُّ الله أو نبياً أو ملَكاً من الملائكة أو يستهزئ بهم، أو يعتقد فناء جهنم، وذلك كفر بإجماع الأئمة . اهـ

    وختاماً 

    نحمد الله أن وفقنا إلى جمع ثمانية تراجم لأعلام عُرفوا في تاريخ طرابلس الشام على مدى مائة سنة، وتضمّنت هذه التراجم نصوصاً في تنزيه الله عن المكان والجهة.

    وقد قمنا بذلك للدلالة على أنّ هذه العقيدة هي عقيدة أهل طرابلس التي نشأوا عليها وتوارثوها من علمائهم خلفاً عن سلف طيلة مائة سنة وما قبل ذلك، سمعوها منهم على منابر مساجد المدينة وفي مدارسها ودرجوا على تعليمها أبنائهم في كتاتيبها.

    ونحن ندعو أهل طرابلس وكل المسلمين إلى التمسك بهذه العقيدة، عقيدة أهـل السنّة والجماعة، عقيدة مئات الملايين من المسلمين اليوم.
    والله تعالى أعلم وأحكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • عقيدة علماء طرابلس في مائة سنة - الحلقة الرابعة

     بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

    www.mika2eel.com -

    Share selected track on FacebookShare selected track on TwitterShare selected track on Google PlusShare selected track on LinkedInShare selected track on DeliciousShare selected track on MySpace
    Download

    -       الشيخ محمّد بن إبراهيم الحسيني(المتوفّي سنة 1362 هـ)

    تلقى علومه الأولية في بعض مدارس طرابلس ثم سافر إلى الأزهر وأتمّ دراسته هناك ثمّ عاد إلى طرابلس واشتغل بالتدريس وتولّى وظيفة ختم البخاري في جامع طينال.

    تلقى علومه من مفتي طرابلس الشيخ عبد الغني الرافعي والشيخ محمود منقارة والشيخ حسين الجسر.

    ومن أشهر تلامذته الشيخ بشير بن عبد الغني جوهرة والشيخ سعيد طنبوزة الحسيني.

    وضع عدة تآليف منها تفسيره للقرءان الكريم وقد طُبع منه الجزء الأول، يقول في تفسيره هذا الصحيفة /62 ما نصّه:

    سبحانه ما أعظم سلطانه، لا تلاحظه العيون بأنظارها، ولا تطالعه العقول بأفكارها. اهـ

    وفي الصحيفة/101 يقول في تفسير قوله تعالى: {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرةً فأخذتكم الصاعقةُ وأنتم تنظرون} مــا نصّـه:

    ظنّوا أنه سبحانه وتعالى مما يشبه الأجسام, ويتعلق به الرؤيا تعلقَها بها -أي الأجسام- على طريق المقابلة في الجهات والأحياز ولا ريب في استحالته، وإنما الممكن في شأنه تعالى الرؤية المنـزَّهة عن الكيفيات بالكلية وذلك للمؤمنين في الآخرة.اهـ

    وفي الصحيفة/227 يقول مانصة : قال عليه الصلاة والسلام:{ آية الكرسي سيّدة ءاي القرآن }  لما ترى من انطوائها على أمّهات المسائل الإلهية المتعلّقة بالذات العلي والصفات الجليّة.

    فإنّها ناطقة بأنّه تعالى واجب لذاته موجدٌ لغيره، لما أنّ القيّوم القائم بذاته المقيم لغيره منـزّه عن التحيز والحلول، مبرأ عن التغيّر والفتور، لا مناسبة بينه وبين الأشباح ولا يعتريه ما يعتري النفوس والأرواح، متعال عمّا تناله الأوهام. اهـ

     

    -       الشيخ مصطفى وهيب بن إبراهيم البارودي( المتوفّي سنة 1373 هـ)

    تولّى الإمامة والتدريس في المدرسة القرطاوية زهاء أربعين عاماً، تلقى علومه من الشيخ حسين الجسر والشيخ محمد الحسيني والشيخ محمود نشابة وغيرهم كثير. وعليه تخرج ابنه الشيخ نصوح البارودي.

    وحين شغر منصب إفتاء الجمهورية اللبنانية بوفاة الشيخ محمد توفيق خالد أجمع  علماء طرابلس على ترشيحه لهذا المنصب، إلا أنّه رفضه لزهده وتفرّغه للعبادة.

    لـه عـدة مؤلفـات منها:

    -     إعلام وبيان في كمال الإسلام والإيمان.

    -     واجب الاهتمام فيما وصّى به الإسلام.

    -     مشتبهات القراءن.

    قال في كتابه خلاصة البهجة في سيرة صادق اللهجة

    في الصحيفة/17 عند كلامه عن معراج النبيّ صلى الله عليه وسلم ورؤيته ربّه بفؤاده:

    وأثبت رؤية ربّه ليلتَئذٍ جماهير الصحابة والعلماء من غير إدراك ولا إحاطة. اهـ

    وكذا ذكره في كتابه الفوز الأبدي في الصحيفة 45 وقال في كتابه الفوز ا لأبدي في الهدي المحمدي في الصحيفة /73 ما نصه:

    إن الله تعالى منـزه الذات عن الاختصاص بالأمكنة والجهات، وهذا أصل من أصول العقائد الإيمانية لأنّه لو احتاج إلى المكان لكان حادثاً وقد قام الدليل على وجوب القِدَم -له- واستحالة العدم -عليه-، ولأنّ هذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها.اهـ

    ثــم قال : وإذ ثبت استحالة كونه جوهراً أو عرَضًا فقد استحال كونه مختصًا بالجهة، ولأنّه لو كان فوق العالم لكان محاذيًا له وكلّ محاذٍ لجسم فإمّا أن يكون مثله أو أصغر منه أو أكبر، وكلّ ذلك تقدير محوج بالضرورة إلى مقدّر ويتعالى عنه الخالق الواحد المدبّر، فأمّا رفع الأيدي عند السؤال إلى جهة السماء فهو لأنها قبلة الدعاء. اهـ

    ثــم قال: استوى على العرش استواء قهر واستيلاء كما قال الشاعر :

    قداستوى بِشْـرٌ على العـراق          من غيـر سيف ودم مهــراق

    لأنه لو ترك على ظاهره للزم منه المحال وما يؤدي إلى المحال فهو محال. وبهذا يفسَّر أيضاً قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء}  أي بالقهر والاستيلاء.ا.هـ

    وقال في ص 92 ما نصه:  فإذا جاز تعلّق العلم به تعالى وليس في جهة، جاز تعلّق الرؤية وليس بجهة، وكما يجوز أن يَرى اللـهُ تعالى الخلقَ وليس في مقابلتهم جاز أنْ يُرى كذلك. أهـ.

    والله تعالى أعلم واحكم, والسلام عليكم ورحمة الله.

جديد الموقع New

Go to top