(المخفوضات ثلاثة مخفوض بالحرف)

نحو: مررت بزيدٍ

(ومخفوض بالإضافة)

نحو: جاء غلامُ زيدٍ

(وتابع للمخفوض)

نحو: مررت بزيد العالمِ وبزيدٍ وعمرٍو وبزيدٍ نفسِه وبزيدٍ أخيك، وكلامه يوهم أن التابع مخفوض بالتبعية والصحيح انه مخفوض بما جر المتبوع، إلا البدل فعلى نية تكرار العامل، فلم يخرج الخفض عن الخفض بالحرف أو بالمضاف،

(فأما المخفوض بالحرف فهو ما يخفض بمن وإلى)

نحو: سرت من البصرة إلى الكوفة

(وعن)

نحو: رميت السهمَ عن القوسِ

(وعلى)

نحو: ركبتُ على الفرسِ

(وفي)

نحو: الماء في الكوز

(ورُبَّ)

نحو: رُبَّ رجلٍ كريمٍ لقيتُه

(والباءُ)

نحو: مررتُ بزيدٍ

(والكافُ)

نحو: زيدٌ كالبدرِ

(واللامُ)

نحو: المال لزيد

( وحروف القسم وهي: الواو والباء والتاء)

نحو: واللهِ وباللهِ وتاللهِ

(وبمذ ومنذ)

نحو: ما رأيته مذ أو منذ يوم الجمعة، فما نافية، ورأيته فعل وفاعل ومفعول،

ومذ ومنذ حرفا جر ويوم مخفوض بمذ أو منذ، والجمعة مضاف إليه.

(وأما ما يخفض بالإضافة فنحو قولك: غلامُ زيدٍ)

فإذا قلت مثلا: جاء غلامُ زيدٍ فجاء فعل ماض، وغلام فاعل، وزيد مضاف إليه،

وهو مجرور بالمضاف وهو غلام،

وكلامه يوهم أنه مجرور بالإضافة وهذا قول ضعيف والصحيح أنه مجرور بالمضاف.

(وهو على قسمين:)

يعني أن الإضافة تنقسم إلى قسمين تارة تكون على معنى اللام وتارة تكون على معنى مِن وأشار إليهما بقوله:

(ما يقدر باللام نحو: غلامُ زيدٍ)

أي غلامٌ لزيدٍ

(وما يقدر بمِنْ نحو: ثوبُ خَزّ وبابُ ساجٍ وخاتَمُ حديدٍ)

أي ثوب من خز وباب من ساج وخاتم من حديد

(وما أشبه ذلك)

من أمثلة القسمين، وضابط الإضافة التي تكون على معنى مِنْ أن يكون المضاف

إليه جنساً للمضاف فتكون مِن لبيان الجنس؛ وبقي قسم ثالث تكون الإضافة فيه

على معنى في وهو أن يكون المضاف إليه ظرفا للمضاف

نحو: {تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ} (1)

أي تربصٌ في أربعة أشهر،

فإذا لم يكن المضاف جنساً للمضاف إليه ولا ظرفاً له فهي على معنى اللام كما قال ابن مالك:

والثانيَ اجرُرْ وانْوِ مِنْ أوْ في إذا لم يَصْلُحِ إلا ذاكَ واللامَ خُذا لِما سِوَى ذَيْنِك

 

والله سبحانه وتعالى أعلم

 

(1) سورة البقرة، الآية 226