هذا الباب منعقدٌ للعوامل الداخلة على المبتدإ والخبر فتغيرهما وتنسخ حكمهما السابق، ولهذا تسمى بالنواسخ.

(وهي كان وأخواتها)

نحو : كان زيدٌ قائماً ،

(وإنَّ وأخواتها)

نحو: إنَّ زيداً قائمٌ،

(وظنَّ وأخواتُها)

نحو: ظننت زيداً قائماً.

(فأما كان وأخواتها فإنها ترفع الاسم)

الذي كان مبتدأً ويسمى بعد دخولها اسمَها،

(وتنصب الخبر)

وهو الذي كان خبراً للمبتدإ، ويسمى بعد دخولها خبرَها.

(وهي)

أي كان وأخواتها

(كان)

نحو: {وَكَانَ اللهُ غَفُورَاً رَحِيمَاً}

سورة الفتح، الآية 14.

وإعرابه كان فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر،

ولفظ الجلالة اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه الضمة الظاهرة،

وغفوراً خبرُها منصوب بها وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة،

ورحيماً خبرٌ بعد خبر منصوب بالفتحة الظاهرة،

وسميت هذه الأفعال ناقصة لأنها تكتفي بالمرفوع بل لا يتم معناها إلا بالمنصوب.

(وأمسى)

نحو: امسى زيدٌ غنياً، وإعرابه أمسى فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر,

وزيدٌ اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة، وغنياً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة .

(وأصبح)

نحو: أصبحَ البردُ شديداً، وإعرابه أصبح فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، والبردُ اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة، وشديداً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة.

(وأضحى)

نحو: أضحى الفقيه ورعاً، وإعرابه أضحى فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر ،والفقيهُ اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة، وورعاً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة.

(وظلَّ)

نحو: ظلَّ زيدٌ صائماً، وإعرابه ظلَّ فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر،

وزيدٌ اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة ، وصائماً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة.

(وبات)

نحو: بات زيدٌ ساهراً ، وإعرابه بات فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر ،

وزيدٌ اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة، وساهراً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة.

(وصار)

نحو: صارَ السّعرُ رخيصاً، وإعرابه صار فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، السّعرُ اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة ، ورخيصاً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة.

(وليس)

نحو: ليس زيدٌ قائماً, وإعرابه : ليس فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر،

زيدٌ اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة ، وقائماً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة .

(وما زال)

نحو: مازال زيدٌ عالماً، وإعرابه: ما نافية، وزال فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، وزيدٌ اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة ،

وعالماً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة .

(وماانفك)

نحو: ماانفك عمرٌو جالساً.

(ومافتئ)

نحو: مافتئ بكرٌ محسناً ،

(ومابرح)

نحو: مابرح محمدٌ كريماً، وإعراب الجميع مثل إعراب مازال زيدٌ عالماً.

(ومادام)

نحو: لا أصحبك مادام زيدٌ متردداً إليك، وإعراب مادام: ما مصدرية ظرْفية،

ودام فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، وزيدٌ اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة ، ومتردداً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة ،

وإليك جار ومجرور متعلق بمتردداً؛ وسميت ما هذه ظرفية لنيابتها عن الظرف،

ومصدرية لأنها تَسْبُكُ ما بعدها بمصدر إذِ التقدير مدة دوام زيدٍ متردداً إليكَ.

(وما تصرّف منها)

يعني أن ما تصرّف من هذه الأفعال يعملُ عملَ ماضيها من كونه يرفع الاسم وينصب الخبر، (نحو: كان ويكون وكن)

فالأول ماضٍ والثاني مضارع والثالث أمر،

وكلها ترفع الاسم وتنصب الخبر،

(وأصبح ويصبح واصبح)

مثل الأول ماض ومضارع وأمر،

(تقول)

في عمل الماضي كان زيدٌ قائماً)

وتقدم إعرابه، وتقول في عمل المضارع: يكون زيدٌ قائماً، وإعرابه: يكون فعل مضارع ناقص من متصرفات كان الناقصة يرفع الاسم وينصب الخبر،

وزيدٌ اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة، وقائماً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة؛

وتقول في عمل الأمر: كن قائماً، وإعرابه:

كن فعل أمر ناقص من متصرفات كان الناقصة يرفع الاسم وينصب الخبر،

واسمها ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، وقائماً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة،

وقس الباقي مما يتصرف،

(وليس عمرٌو شاخصاً)

وإعرابه: ليس فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر،

عمرٌو اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة، شاخصاً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة؛

وليس لا تستعمل إلا بصيغة الماضي ليس لها مضارع ولا أمر ولا مصدر،

ولهذا ذهب بعضهم إلى أنها حرف نفي وليست فعلاً،

لكن مذهب الجمهور أنها فعل ماض لأنها تقبل تاء التأنيث الساكنة

نحو: ليست هند جالسة، وقوله

(وما أشبه ذلك)

يعني أن ما كان مشبهاً لهذه الأمثلة فهو مثلها في العمل والإعراب فقسه عليه

ولا حاجة إلى الإطالة بكثرة الأمثلة.

 

 

وأما إنَّ وأخواتها فإنها تنصب الاسم) وهو الذي كان مبتدأ

(وترفع الخبر)

الذي كان مرفوعاً بالمبتدإ ،

(وهي: إنَّ وأنَّ ولكنَّ وكأنَّ وليت ولعل، تقول: إنَّ زيداً قائمٌ)

وإعرابه : إنَّ حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر،

وزيداً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة ، وقائم خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة،

وتقول في عمل أنَّ المفتوحة: بلغني أنَّ زيداً منطلقٌ، وإعرابه: بلغ فعل ماض،

والنون للوقاية، والياء مفعول به مبني على السكون في محل نصب،

وأنَّ حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر،

وزيداً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة، ومنطلقٌ خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة،

وأنَّ وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل بَلَغَ والتقدير:

بَلَغني انطلاقُ زيدٍ. وتقول في عمل لكنّ: قام القوم لكنّ عَمْراً جالسٌ،

وإعرابه: قام القومُ فعل وفاعل ، ولكن حرف استدراك ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر، وعمراً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة، وجالس خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة،

وتقول في عمل كأنّ: كأنَّ زيداً أسدٌ، وإعرابه:

كأن حرف تشبيه ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر،

وزيداً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة، وأسد خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة ،

(و)

تقول في عمل ليت:

(ليت عمراً شاخصٌ)،

وإعرابه : ليت حرف تمنّ ونصب ينصب الاسم ويرفع الخبر،

وعمراً اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة، وشاخصٌ خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة،

وتقول في عمل لعل:

(لعل الحبيبَ قادمٌ)

وإعرابه: لعل حرف ترجٍ ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر،

والحبيب اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة ، وقادمٌ خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة.

(ومعنى إنَّ وأنَّ للتوكيد)

أي توكيد النسبة، أعني قيامَ زيدٍ مثلاً في قولك:

إن زيداً قائمٌ، فيرتفع الكذب واحتمال المجاز،

(ولكنَّ للاستدراك)

وهو تعقيب الكلام برفع ما يتوهم ثبوتُه أو نفيه،

(وكأنَّ للتشبيه)

وهو مشاركة أمرٍ لأمرٍ في معنى بينهما،

(وليت للتمني)

وهو طلب ما لا طمع فيه أو ما فيه عسر،

(ولعل للترجي والتوقع)

فالترجي طلب الأمر المحبوب

نحو: لعل الحبيب قادمٌ، والتوقع الإشفاق أي الخوف من المكروه

نحو: لعل زيداً هالكٌ.

 

وأما ظننت وأخواتها فإنها تنصب المبتدأ والخبر على أنهما مفعولان لها وهي: ظننتُ) نحو: ظننتُ زيداً قائماً، وإعرابه ظننت فعل وفاعل، وزيداً مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة، وقائماً: مفعول ثانٍ منصوب بالفتحة الظاهرة ،

( وحسبت وخلت وزعمت ورأيت وعلمت ووجدت واتخذت وجعلت وسمعت. تقول: ظننت زيداً منطلقاً) وإعرابه كما تقدم،

(وخلتُ الهلالَ لائحاً وما أشبه ذلك)

يعني أن ما أشبه المثالين من بقية الأمثلة يقاس على هذين المثالين

نحو: زعمت بكراً صديقاً، وحسبت الحبيب قادما، ورأيت الصدق منجياً،

وعلمت الجود محبوباً، ووجدت العلم نافعاً، واتخذت بكراً صديقاً،

وجعلت الطين إبريقاً، وإعرابه كما تقدم ؛ ومثال سمع:

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول، فسمعت فعل وفاعل، والنبي مفعول أول،

ويقول فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا،

والجملة في محل نصب مفعول ثانٍ؛

والراجح أن سمع في نحو هذا المثال تتعدى لمفعول واحد والجملة التي بعدها حال.