117 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

Articles

 

خصائص النبي وأمّته صلى الله عليه وسلم

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنـا ومن سيئـات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده ونصر عبده وأعزّ جنده وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أنّ سيّدنا وحبيبنا وقائدنا وقرّة أعيننا محمّدًا عبد الله ورسوله وصفيّه وحبيبه، صلى الله وسلم عليه وعلى كل رسول أرسله.

 

أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم القائل في محكم كتابه: {يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون} ءال عمران/102

 

فالحمد لله الذي منّ علينا بأعظم النعم نعمة الإيمان والإسلام، والحمد لله الذي جعلنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام القائل في حديثه الشريف: "أنتم مُتِمون سبعين أمّة أنتم خيرها وأكرمها على الله" .

 

إخوة الإيمان ، إن السلسلة الذهبية التي مرت معنا في خطب الجمعة في موسم ذكرى ولادة سيد العالمين وحبيب رب العالمين وأشرف المرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أردنا منها تبيان عظيم فضله وعلوّ قدره صلى الله عليه وسلم.

 

فبعد الكلام عن عظيم فضل الصلاة على النبي وجواز مدح النبي وقصة ولادة النبي صلى الله عليه وسلم كلامنا اليوم عن بعض خصائص هذا النبي وأمته ، فالله تعالى جعل شريعة محمد صلى الله عليه وسلم أيسر الشرائع وذلك لأن من قبله من الأنبياء لا تصح صلاتهم إلا في موضع معين مخصوص للصلاة إن بَعُد المكان أو قرب من منازلهم، وفي ذلك مشقة كبيرة. أما لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد جُعِل له ولأمّته المكان الذي أدركتهم فيه الصلاة أي وقتها مسجدًا لهم وفي ذلك يسر كبير . وأنْزل الله على سيدنا محمد التيمّم بالتراب عند فقد الماء أو العجز عن استعماله ولم يكن ذلك في شرائع الأنبياء قبله بل كانوا يتوضأون ويصلون فإن لم يجدوا ما يتوضأون به توقفوا عن الصلاة حتى يجدوا الماء. وفي بعض الشرائع التي مضت كان الشخص إذا عمل معصية في الليل يجدها مكتوبة على باب داره في النهار . ثم إن من قبلنا من الأنبياء كانت مقدار الزكاة ربع أموالهم وأما في هذه الشريعة فقد جعل الله زكاة أموالهم في النقود من الأثمان ربع العشر. وجعل صيامهم أي صيام هذه الأمة لِما بين الفجر وغروب الشمس أما بعض الأمم الذين قبل هذه الأمة كانوا يواصلون الليل والنهار بلا أكل ولا شرب. وقد كان في بعض من مضى من الأمم أي أمم الأنبياء من فرض عليهم خمسون صلاة، أما هذه الأمة فرض الله عليها خمس صلوات في اليوم والليلة. فلقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حين تحدث عما حصل معه في ليلة المعراج قال: "فأوحى الله إليّ ما أوحى ففرض عليّ خمسين صلاةً في كل يوم وليلة فنَزلت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فقال ما فرض ربك على أمتك؟ فقلت خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك (أي إلى المكان الذي تتلقى فيه الوحي من ربك . فالله موجود بلا مكان) قال: ارجع الى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم قال فرجعت إلى ربي فقلت يا ربي خفف على أمتي فحطّ عني خمسًا فرجعت إلى موسى فقلت حطّ عني خمسًا قال إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال فلم أزل أرجع بين ربي (أي المكان الذي كنت أتلقى فيه الوحي من ربي) قال فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم ولية لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة" .

 

ثم الوضوء فُرض عندما فرضت الصلاة وليس هو من خصائص هذه الأمّة بل كان قبل ذلك لكنه لم يكن في غير هذه الأمة الغرّة والتحجيل فإنهما من خصائص هذه الأمّة. لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أمّتي يدعون يوم القيامة غرًا محجلين من أثر الوضوء" .

 

أي أنهم بإطالة الغرة أي زيادة شىء مما حول الوجه في غسل الوجه في وضوئهم وزيادة شىء مما فوق المرفقين والكعبين في غسل أيديهم وأرجلهم تنور لهم هذه المواضع يوم القيامة فيعرف رسول الله من كان من أمته بهذه العلامة .

 

ومن خصائص هذا النبي العظيم أنه هو أول من يأخذ بحلقة باب الجنة يستفتح فيقول الملك خازن الجنة الموكّل ببابها: من ؟ فيقول محمد، فيقول الملك : "بك أُمرت لا أفتح لأحد قبلك" .

 

ومن خصائص هذه الأمّة ما ورد في الصحيح من قوله عليه الصلاة والسلام: "نحن الآخرون السابقون" أي الآخرون وجودًا السابقون دخولاً الجنة .

 

اللهم إنا نسألك الجنة ونسألك الفردوس الأعلى يا رب العالمين يا الله .

 

هذا وأستغفر الله لي ولكم

 

الخطبة الثانية: التحذير من عبارة "ما بيستاهل" لمن نزل عليه بلاء .

 

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّدًا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى كلّ رسول أرسله .

 

أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليِّ القدير والسير على درب سيّد المرسلين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم القائل في حديثه الشريف : " إنّ الله لو عذّب أهل أرضه وسماواته لعذّبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم ."

 

فربّنا تبارك وتعالى حكيم لا يُسأَلُ عمّا يَفعل وهم يُسألون .فالظلم في حقّ الله مستحيل، الظلم في حقّ الله مستحيل، الظلم في حقّ الله مستحيل. وصدق ربّنا في قوله: {وما ربّك بظلام للعبيد} . أما بعض العباد فقد يقع  في الظلم، فإذا ضرب مسلمٌ مسلمًا ءاخر بغير حقّ فهذا ظلم لذلك إذا شخص قال عن هذا المضروب المظلوم ( ما بيستاهل فلان يضربه) معناه ضربه بغير حقّ ، أما إذا نزلت مصيبة على شخص ابتلاء من الله سبحانه وتعالى لهذا الشخص فلا يقال فلان ما بيستاهل لأنّ الله فعّال لما يريد، فبعض الناس إذا رأوا شخصًا نزلت عليه مصيبة، نزل عليه بلاء يقولون ما بيستاهل ، فإنّ هذه العبارة من فهم منها أنّ هذا الإنسان ما عمل ذنبًا يستحقّ أن يعاقب عليه فلا يكفر، وكثير من الناس هذا فهمهم من هذه الكلمة عند النطق بها لا يفهمون الاعتراض على الله سبحانه وتعالى إنما يفهمون من كلمة مابيستاهل إذا رأوا شخصًا نزل عليه بلاء نزلت عليه مصيبة أنه ما عمل ذنبًا يستحقّ العقاب عليه، أما من قال هذه الكلمة (ما بيستاهل) إذا رأى شخصًا نزل عليه البلاء وفهم منها الاعتراض على الله فهذا لا شكّ كما تعلمون خارج عن الإسلام ولا بدّ له من الرجوع إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين ، وفي الحالين فإن هذه العبارة يجب النهي عنها. 

 

اللهمّ لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا يا ربّ العالمين . 

 

واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ ، أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ  ]إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يصلُّونَ على النبِيِ يَا أيُّهَا الذينَ ءامَنوا صَلُّوا عليهِ وسَلّموا تَسْليمًا[ اللّـهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدَنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيم وبارِكْ  على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى: ]يا أيها الناس اتقـوا ربكـم إنّ زلزلة الساعة شىء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب الله شديد[، اللّـهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللّـهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا اللّـهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ اللّـهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ اللّـهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنّا شَرَّ ما نتخوَّفُ. عبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون .اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.

 

 

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنـا ومن سيئـات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ضد ولا ند له، وأشهد أنّ سيّدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرّة أعيننا محمّدًا عبد الله ورسوله وصفيّه وحبيبه، من بعثه الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، فجزاه الله عنا خيرًا ، الصلاة والسلام عليك سيدي يا علم الهدى ، الصلاة والسلام عليك سيدي يا أبا الزهراء يا أبا القاسم يا محمد ، ضاقت حيلتنا وأنت وسيلتنا أدركنا يا رسول الله، أدركنا بإذن الله .

أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم القائل في محكم كتابه: {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} ءال عمران/185 .

ويقول تبارك وتعالى مخاطبًا نبيه المصطفى في القرءان الكريم: {إنك ميت وإنهم ميتون} سورة الزمر/30 . أي إنك ستموت وهم سيموتون.

الموت باب وكل الناس داخله

 

يا ليت شعري بعد الباب ما الدار

إخوة الإيمان ، كلامنا اليوم بإذن الله رب العالمين عن وفاة سيد العالمين وإمام المجاهدين سيدنا محمد ، عن وفاة القائد الأعظم سيدنا محمد ، ففي قصة موته صلى الله عليه وسلم مواقف كثيرة وعبر أكثر .

خرج صلى الله عليه وسلم من بيت زوجته ميمونة فوصل إلى بيت عائشة وقد اشتد عليه المرض فقال : "مروا أبا بكر فليصل بالناس إمامًا" . كان قبل ذلك ينتظره الناس لصلاة العشاء فيقوم للوضوء ثم بعد ذلك يُغمى عليه من شدة المرض ثم يقوم من الإغماء فيقول: أصُلى بالناس يا عائشة ؟ فتقول "لا يا رسول الله هم ينتظرونك" ، حتى قال: "امروا أبا بكر فليصل بالناس إمامًا" . وكان أبو بكر أرق الصحابة وأثبتهم قلبًا.

ثم وجد القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم في نفسه خفّة فخرج إلى المسجد بين رجلين أحدهما العباس والناس ينتظرون فجلس على المنبر فاجتمعوا عليه فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه واستغفر لأهل بدر وأحد "أوصي المهاجرين بالأنصار خيرًا وأوصي الأنصار بالمهاجرين خيرًا" . ثم قال: "إن عبدًا خيّره الله بين زهرة الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند ربه" فقال أبو بكر: "نفديك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله" فهم الصدّيق رضي الله عنه أنه إعلام بقرب الأجل .

ثم قال لهم صلى الله عليه وسلم: "بلغني أنكم تخافون من موت نبيكم وهل خلد نبي قبلي فأخلد فيكم ؟ قال الله تعالى : إنك ميت وإنهم ميتون" سورة الزمر/30

وعاد بعد ذلك الى بيت عائشة رضي الله عنها واشتد عليه المرض وجاءه جبريل قائلاً: "السلام عليك يا رسول الله إن ربك يقرئك السلام يسألك عما هو أعلم به منك كيف تجدك؟" (أي كيف تجد نفسك) فقال: "أجدني وجعًا يا أمين الله" ثم جاءه في اليوم الثاني وقال: "يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول كيف تجدك؟" فيقول صلى الله عليه وسلم: "أجدني وجعًا يا أمين الله" ثم جاءه في اليوم الثالث (جاء في هذه المرة كان معه مرافق) قال له: "يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول كيف تجدك؟" فقال الحبيب المصطفى: "أجدني وجعًا يا أمين الله ومن هذا الذي معك؟" فقال: "هذا ملك الموت عزرائيل" تقول عائشة رضي الله عنها: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت وعنده قدح فيه ماء فيدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ويقول: اللهم أعني على سكرات الموت" (يكرر الخطيب العبارة) . تقول عائشة: "فرأيت وجهه يحمرّ ويعرق ولم أكن رأيت ميتًا قط" فقال لها صلى الله عليه وسلم: "أقعديني ، فأسندتُه إليّ ووضعت يدي عليه فقبلت رأسه فرفعت يدي عنه وظننت أنه يريد أن يصيب من رأسي فوقعت من فيه نقطة باردة على صدري ثم مال فسقط على الفراش فسجيته بثوب ولم أكن رأيت ميتًا قط ، فجاء عمر يستأذن ومعه المغيرة بن شعبة فأذنت لهما ومددت الحجاب فقال عمر يا عائشة ما لنبي الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلتُ غشي عليه منذ ساعة فكشف عن وجهه فقال واغمّاه إن هذا لهو الغمّ ثم غطاه ولم يتكلم المغيرة فلما بلغ عند الباب قال المغيرة مات رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر فقال عمر كذبت ما مات رسول الله. وجاء أبو بكر فقال ما لرسول الله يا عائشة؟ قلت غشي عليه منذ ساعة فكشف الصديق عن وجه رسول الله عن وجه صاحبه وحبيبه ووضع فمه بين عينيه ووضع يديه على صدغيه وقال: وانبياه، واصفياه، واخليلاه، صدق الله ورسوله: إنك ميت وإنهم ميتون" .

وهكذا إخوة الإيمان مات القائد الأعظم ، مات محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، مات إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين ، مات من قال فيه ربه: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" الأنبياء/107.

اللهم اجمعنا به في أعلى عليين يا رب العالمين يا الله ، يا أرحم الراحمين يا الله.

هذا وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية: التحذير من قول بعض الناس "التكبّر على المتكبّر صدقة"  .

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله وعلى كلّ رسول أرسله.

أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليِّ العظيم الذي أمر عباده بالتواضع ونهاهم عن التكبر بقوله عز من قائل: {ولا تمشِ في الأرض مرحًا} الآية. (سورة لقمان/18 ، وسورة الإسراء/37) أي لا تمش مشية الكبر والفخر .

وروى مسلم من حديث عياض رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد" .

اخوة الإيمان ، إن الله ذم التكبر ونهى عنه ، وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذمّ المتكبرين فقال: "إنهم يحشرون يوم القيامة كأمثال الذر (أي النمل الأحمر الصغير) يطأهم الناس بأقدامهم ولا يموتون إهانة لهم".

والتكبر من الكبائر ، ومعناه ردّ الحق على قائله مع العلم بأن الحق مع القائل ، ومعناه أيضًا احتقار الناس .

فبعد هذا البيان اعلموا رحمكم الله بتوفيقه أنه لا يقال "التكبر على المتكبر صدقة" فاحذروا وحذّروا من هذه العبارة لأن الذي يجعل الشىء الذي ذمّه الله والرسول حسنًا مع علمه بذم الشرع له فقد كذب الدين والعياذ بالله .

فكن أخي المسلم دائمًا على ذُكرٍ أن الحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه الشرع .

والله نسأل أن يجعلنا من عباده المتواضعين ويحفظنا من الكبر والفخر .

واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ ، أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ  ]إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يصلُّونَ على النبِيِ يَا أيُّهَا الذينَ ءامَنوا صَلُّوا عليهِ وسَلّموا تَسْليمًا[ اللّـهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدَنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيم وبارِكْ  على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى: ]يا أيها الناس اتقـوا ربكـم إنّ زلزلة الساعة شىء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب الله شديد[، اللّـهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللّـهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا اللّـهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ اللّـهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ اللّـهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنّا شَرَّ ما نتخوَّفُ. عبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون .اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.

 

إنَّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِ اللهُ فلا مضلَّ له ومنْ يُضلل فلا هادِيَ له . وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ولا مثيلَ له ولا ضدَّ ولا نِدَّ ولا مكانَ ولا هيئةَ ولا صورةَ ولا شكلَ له جلَّ ربي لا يشبِهُ شيئًا ولا يشبِهُهُ شىءٌ ولا يحل في شىء ولا ينحلُّ منه شىءٌ ليسَ كمثله شىءٌ وهوَ السميعُ البصير، وأشهدُ أنَّ سيدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرَّةَ أعيُنِنَا محمّدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه مَن أرسلَه اللهُ رحمةً للعالمينَ هاديًا ومبشرًا ونذيرًا بلَّغَ الرِّسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونصحَ الأُمّةَ فجزاهُ اللهُ عنَّا خيرَ ما جَزَى نبيًّا مِن أنبيائِه.

يـا ربَّنَـا يـا إلَهِي خالـقَ البَشَـرِ

صَلِّ وسَلِّم على المختارِ مِن مُضَرِ

يا ليلةَ المولدِ الزَّهراءَ كم شَرَفًا

حَوَيْتِ بالمصطَفَى المختارِ مِن مُضَرِ

يا ليلةً مِن سَنَاهَا قد حَوَتْ شَرَفًا

بالمصطفى سَيّدِ الأملاكِ والبَشَرِ

إنْ كانَ موسى سَقَى الأسباطَ مِن حَجَرٍ

فإنَّ في الكفِّ معنًى ليسَ في الحجَرِ

إنْ كانَ عيسى بَرا الأعمَى بدعوتِهِ

فـكم بتَفْلَتِهِ قـد ردَّ مِن بصَـرِ

صلى عليكَ إلهُ العرشِ ما صدَحَتْ

وُرْقُ الحمامِ وهبَّتْ نسمةُ السَّحَرِ

الصلاةُ والسلامُ عليك يا سيِّدَ البشَر

الصلاة والسلام عليك يا فخرَ ربيعةَ ومضر

الصلاة والسلام عليك يا مَنِ انشقَّ له القَمَر

الصلاة والسلام عليك يا مَن سعَى لخدمَتِهِ الشَّجَر

الصلاة السلام عليك يا صادق

ويا صفوةَ الكريمِ الخالِق

الصلاة والسلام عليك ياسيِّدِي

يا صاحبَ الذِّكْرَى يا محمّـد

الصلاة والسلامُ عليكَ يا خيرَ الخلائِــــق ويا مُظهِرَ الحقائِق

أما بعدُ عبادَ اللهِ فإني أوصيكُم ونفسِي بتقوى اللهِ العليِّ القديرِ القائِلِ في مُحكم كتابِه:" مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمًا " الأحزاب/40 .

إخوةَ الإيمان إنها الذِّكرَى التي نَنْتَظِر، ذِكرى ولادةِ أفضَلِ الخَلْقِ وحبيبِ الحقِّ سيِّدِنا محمَّدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، فلقد سُئِل صلى الله عليه وسلمَ عن صومِ الاثنينِ فقال:" ذاكَ اليومُ الذِي وُلِدتُّ فيه وأُنزِلَ عليَّ فِيه " .

وأخرجَ أحمدُ في مُسنَدِه عنِ ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهُمَا: " وُلِدَ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم يومَ الاثنينِ ونُبِّىءَ يومَ الاثنين وهاجرَ يومَ الاثنين ودَخَلَ المدينةَ يومَ الاثنينِ وماتَ يومَ الاثنين" .

فالاحتفالُ بمولِدِهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ والحديثُ عن ولادَتِهِ وقِصَّةِ رَضاعِهِ ونَشأَتِهِ وسيرَتِهِ وأخلاقِهِ وصفاتِهِ وحالِهِ هذا كلُّه يزيدُ العاشقينَ لمحمَّدٍ عِشقًَا لمحمَّد، يزيدُ المُحِبِّينَ لمحمَّدٍ حُبًا لمحمَّد، ويزيدُ المشتاقينَ لمحمَّدٍ شوقًا لمحمّد، فليلةُ المولدِ ليلةٌ شريفةٌ عظيمةٌ مباركةٌ ظاهرةُ الأنوارِ جليلةُ المقدارِ ظهَرَ فيها منَ الفضْلِ والخيرِ والبرَكةِ ما بهرَ العُقولَ والأبصارَ فلمّا كانتِ الليلةُ التي وُلدَ فيها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ ارتَجَسَ إيوانُ كِسرَى وسقطَ منهُ أربعَ عشْرةَ شُرْفَةٌ وخَمَدَتْ نارُ فارسٍ ولم تَخْمُدْ قبلَ ذلكَ بألفِ عامٍ وجفَّتْ بُحيرةُ ساوه.

وفي سقوطِ أربعَ عشرةَ شُرفةً إشارةٌ إلى أنَّهُ لم يَبْقَ مِن ملوكِ الفُرسِ إلا أربعةَ عشَرَ مَلِكًا وكانَ ءاخرُهم في خلافةِ سيّدِنا عثمانَ رضي اللهُ عنه.

وأما نارُ فارسَ التي كانُوا يعبدُونها مِن دونِ اللهِ والتي كانتْ تُوقَدُ وتُضرَمُ ليلاً ونهارًا فانطفأت.

وأما بحيرةُ ساوه التي كانت تسيرُ فيها السُّفُنُ فقدْ جفَّ ماؤُها.

ومنَ الآياتِ التي ظهرتْ لمولدِهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ أنَّ إبليسَ حُجِبَ عن خبرِ السماءِ فصاحَ ورنّ رنَّةً عظيمةً كمَا رنَّ حينَ لُعِنَ وحينَ أُخرِجَ منَ الجنةِ وكذلك رنَّ حينَ نزلتِ الفاتحةُ.

قالتْ ءامنةُ بنتُ وَهْبٍ: فلمَّا وضعْتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ رأيتُه رافعًا رأسَه إلى السماءِ مُشيرًا بإصبَعِهِ فاحتمَلَهُ جبريلُ وطارتْ به الملائكةُ ولفَّهُ ميكائيلُ في ثوبٍ أبيضَ منَ الجنةِ وأعطاهُ إلى رضوانَ يزقُّهُ كما يَزُقُّ الطيرُ فَرْخَه وكنتُ أنظُرُ إليه كأنَّه يقولُ زِدْنِي فقالَ لهُ رِضوانُ يكفيكَ يا حبيبَ اللهِ فمَا بَقِيَ لنبيٍّ عِلمٌ وحِلْمٌ إلا أوتيتَهُ فاستمسِكْ بالعُروةِ الوُثْقَى، منْ قالَ مقالتَكَ واتَّبعَ شريعَتَكَ يُحشَرُ غدًا في زُمرتِك، وإذا منادٍ ينادي: طوفُوا بهِ مشارِقَ الأرْضِ ومغارِبَها واعرضُوهُ على مَواردِ الأنبياءِ وأعطُوهُ صفوةَ ءادمَ ومَعرفةَ شيثٍ ورِقَّةَ نوحٍ وخُلَّةَ إبراهيمَ ورِضَا إسحقَ وفصاحَةَ إسماعيلَ وحِكمةَ لُقمانَ وصبْرَ أيوب ونَغْمَةَ داودَ وقُوّةَ موسى وزُهدَ عيسى وفَهمَ سُليمانَ وطِبَّ دانيال ووَقارَ إلياسَ وعِصمةَ يحيي وقَبولَ زكريا، واغْمِسُوهُ في أخلاقِ النَّبِيِّيْنَ كُلِّهِم، وأخفُوهُ عنْ أعيُنِ العالمينَ فهُوَ حبيبُ ربِّ العالمين، فَطُوبَى لِحِجْرٍ ضَمَّهُ وطُوبى لِثَدْيٍ أرْضَعَهُ وطوبى لِبُيُوتٍ سَكَنَهَا، فقالتِ الطَّيْرُ نحنُ نَكْفُلُهُ، وقالتِ الملائكةُ نحنُ أحقُّ بِهِ، وقالتِ الوُحوشُ نحنُ نُرْضِعُهُ. قالَ اللهُ تعالى (وهذا ليسَ مِنَ القُرءان ): " أنا أَوْلَى بِحَبِيْبِي ونَبِيِّي محمّدٍ صلى الله عليه وسلم فَإِنِّي قَدْ كَتَبْتُ ألا تُرضِعَه إلا أَمَتِي حَلِيمَة " .

وُلدَ صلى الله عليه وسلمَ مَكْحُولاً مَدهُونًا مَسرُورًا مَخْتُونًا، وحِينَ وُلِدَ سارَعَتْ إلى طَلْعَتِهِ المُباركةِ ثلاثةٌ مِنَ الملائكةِ معَ أحَدِهِم طَسْتٌ مِنَ الذَّهَبِ ومَعَ الثَّانِي إبريقٌ مِنَ الذَّهَبِ ومعَ الثَّالِثِ مِنديلٌ مِنَ السُّنْدُسِ الأخضَرِ وَغَسَّلُوهُ بماءِ الرَّحِيق)

قالتْ ءامنةُ بنتُ وَهْبٍ فلمَّا وَضَعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ خَرَّ ساجِدًا للهِ تعالى، فهوَ صلواتُ ربي وسلامُه عليهِ أعرَفُ الخَلْقِ بِمَقَامِ العُبُودِيَّةِ والعِبَادَةِ وأَعْرَفُ العِبادِ والعُبَّاد.

صلَّى اللهُ عليهِ صلاةً يَقضِي بها حاجَاتِنا ويُفرِّجُ بها كُرُباتِنا ويَكفيْنَا بها شرَّ أعدائِنا وسلَّمَ عليهِ وعلى ءالِه سلامًا كثيرًا .

هذا وأستغفر الله لي ولكم

إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستهديه ونشكرُه ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفُسِنا ومِن سيّئاتِ أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريـك له ولا مثيـل له، ولا ندّ ولا ضدّ له، أيَّنَ الأينَ فلا أينَ ولا مكانَ ولا جهةَ له، وكيّف الكيفَ فلا كيفَ ولا شكلَ ولا صورةَ ولا أعضـاءَ لـه، وأشهدُ أنَّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرّةَ أعيُنِنَا محمّدًا عبدُه ورسولُه، صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهِ وعلى كلِّ رسولٍ أرسَلَه، صلواتُ اللهِ البرِّ الرحيمِ والملائكةِ المقرّبين والنبيّينَ والصدّيقينَ والشهداءِ والصَّالحين، على سيّدنا محمّدِ بنِ عبدِ الله خاتمِ النبيّينَ وسيّدِ المرسلينَ وإمامِ المتقين وحبيبِ ربّ العالمين، الصلاةُ والسلام عليك يا سيّدي يا علمَ الهدى يا أبا الزهراء يا أبا القاسم يا محمّد، ضاقتْ حيلتُنا وأنتَ وسيلتُنا أدركنا يا رسول الله .

أما بعدُ عبادَ اللهِ فإني أوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ العليِّ العظيمِ القائل في محكمِ كتابه:" إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" الأحزاب.

فالصلاةُ على النبيِّ تُكفِّرُ بإذنِ اللهِ ذنبًا عَظيمًا وتورِثُ عِزًّا وتَكرِيمًا، ومعناها: اللهمَّ زدهُ شَرَفًا وتعظيمًا ورِفعةً وقَدْرًا، وأما التَّسليمُ فمعناهُ: سَلِّمْهُ مِـمّا يخافُ على أُمَّتِه. فأكثروا مِنَ الصَّلاةِ على النبيِّ وافعلوا ما نَدَبَكُم مولاكُم إليه تلقَوْنَ جنَّةً ونعيما. فقد قال سيِّدُ العالمينَ:" صلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم عليَّ زكاةٌ لكُم واسألوا اللهَ تعالى لِيَ الوسيلةَ. قالوا: يا رسولَ الله وما الوسيلةُ؟ قال: أعلى درجةٍ في الجنّةِ لا ينالُها إلا رجلٌ واحدٌ وأنا أرجو أن أكونَ ذلكَ الرَّجُل". وقال صلى الله عليه وسلم:" مَنْ صلّى عليَّ عشْرَ مرَّاتٍ صلى اللهُ عليهِ بها مائةَ مرّة".

إخوةَ الإيمانِ أحبابَ رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم أكثروا منَ الصلاةِ على رسول الله. فقد قيل في بعضِ الروايات:" إنَّ للمصلِّينَ على سيِّدِ المرسلينَ عشرَ كراماتٍ: إحداهنَّ: صلاةُ الملكِ الغفار، والثانيةُ: شفاعةُ النبيِّ المختار، والثالثةُ: الاقتداءُ بالملائكةِ الأبرار، والرابعةُ: مخالفةُ المنافقين الكفار، والخامسةُ: محوُ الخطايا والأوزار، والسادسةُ: قضاءُ الحوائجِ والأوطار، والسابعةُ: تنويرُ الظواهرِ والأسرار، والثامنةُ: النجاةُ منَ النار، والتاسعةُ: دخولُ دارِ القَرار، والعاشرةُ: سلامُ العزيزِ الجبار".

وقد قال أحدُ الشُّعراء:

هذا النبيُّ محمَّدٌ خيرُ الورى       ونبيُّهم وبهِ تشرّفَ ءادمُ

هوَ في المدينةِ ثاويا بضريحه        حقًّا ويسمَعُ من عليهِ يُسلِّمُ

وإذا توسَّلَ مستَضامٌ باسمِهِ        زال الذي من أجلِه يَتوهَّمُ

صلى عليهِ اللهُ جلَّ جلالُهُ         ما راحَ حادٍ باسمِهِ يَتَرنَّمُ

فيا ربِّ صلِّ وسلِّم على سيِّدنا محمّدٍ الذي بلغَ أسنى المطالِبِ والمآرِب، اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيِّدِنا ومولانا محمّدٍ الذي فَضَّلْتَهُ على أهلِ المشارِقِ والمغارِب، اللهمَّ صلِّ وسلِّم على جسَدِهِ في الأجسادِ، وصلِّ وسلِّم على اسمِهِ في الأسماء.

قالَ رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم:" أكثروا عليَّ منَ الصلاةِ في يومِ الجمُعةِ فإنَّ صلاةَ أُمَّتِي تُعرَضُ عليَّ في يومِ الجمُعةِ، فمن كانَ أكثَرَهُم عليَّ صلاةً كانَ أقرَبَهُم مِنِّي مَنْزِلةً".

قال سفيان الثوريّ رضي الله عنه: "رأيتُ رجلاً في الباديةِ لا يرفعُ قدَمًا ولا يضَعُ أُخرَى إلا وهو يُصلِّي على النبيّ صلى الله عليه وسلّم. فقلتُ يا هذا قد تركتَ التسبيحَ والتهليلَ وأَقْبَلْتَ بالصلاةِ على النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم فهل عندَك مِنْ هذا شىء؟ قال: مَن أنتَ؟ قلتُ: أنا سفيانُ الثوريّ، فقال: لولا أنتَ غريبٌ في أهلِ زمانِكَ ما كشفتُ عن حالي ولا أطلعتُكَ على سِرِّي، ثُمّ قال: خرجتُ أنا وَوَالِدِي حاجَّيْنِ إلى بيتِ اللهِ الحرام حتى كُنّا في بَعْضِ المنازلِ مَرِضَ وَالِدِي فقمتُ لأعالِجَه فبينما أنا عندَ رأسِهِ ماتَ واسوَدَّ وجهُه، فجرّيتُ الأزرارَ على وجهِه، فغلبتني عيناي فنِمْتُ فإذا أنا بِرَجُلٍ لم أرَ أجملَ منهُ وَجهًا ولا أنظفَ منه ثوبًا ولا أطيبَ منه رِيحًا يرفعُ قدَمًا ويضَعُ قدمًا أُخرى، حتى دنا مِن والدِي فكشفَ الثوبَ عن وجهِهِ وأمرَّ بيدِه على وجهِه فعادَ وجهُه أبيضَ ثُمّ ولّى راجعًا، فتعلَّقْتُ بثوبِهِ فقلتُ له: مَن أنتَ يرحمُك اللهُ لقدْ منَّ اللهُ بكَ على والِدِي في دارِ الغُربة؟ فقال: أوَما تعرفُني؟ أنا محمّدُ بنُ عبدِ الله، أنا صاحبُ القُرءان، أما إنَّ والدَكَ كانَ مُسرِفًا على نفسِه (أي يقعُ في المعاصي) ولكنْ كان يُكثرُ الصلاةَ عليّ، فلمّا نزلَ بهِ ما نزلَ، استغاثَ بي فأنا غياثُ مَنْ أكثرَ الصلاةَ عليّ ، قال : فانتبهتُ مِنْ نَوْمِي فكشفتُ عنْ وجهِ أبي فإذا وجهُهُ أبيضُ".

اللهمّ صلِّ على سيّدِنا محمّدٍ أجودِ الذوات وأصدقِ الصادقين، اللهمّ صلِّ على سيّدِنا محمّدٍ أبلغِ البُلَغَاءِ وأكملِ الكاملين، اللهمّ صلِّ على سيّدِنا محمّدٍ أفصحِ الفُصحاءِ وأفضلِ الفاضِلين، اللهمّ صلِّ على سيّدِنا محمّدٍ خاتمِ المرسلين وخاتمِ النبيّين، اللهمّ صلِّ على سيّدِنا محمّدٍ النقيِّ من الآفاتِ وأطهرِ الطاهرين، اللهمّ صلِّ على سيّدِنا محمّدٍ بُرهانِ الأتقياءِ وشفيعِ المذنبين، فيا ربِّ بجاه الملائكةِ المقرّبينَ والأنبياءِ والمرسلين وبجاه الشهداءِ والصالحين والعلماءِ العاملينَ وبجاه كلِّ مَنْ لهُ جاهٌ عندَكَ عطِّف قلبَ الحبيب المصطفى علينا وداوِنَا بنظرةٍ منه يا اللهُ يا الله يا الله وأكرمنا بزيارتِه ومجاورتِه مع حُسنِ الحال واجعل تربتَنا البقيعَ، اللهمّ شفّعهُ فينا وأوردنا حوضَه وارزقنا شربةً من يدِه لا نظمأُ بعدَها أبدًا يا أرحمَ الراحمين يا أرحمَ الراحمين .

هذا وأستغفر الله لي ولكم

 

صبر النبي محمّد عليه الصلاة والسلام

 

إن الحمد لله نحمده ونسعينه ونستهديه ونسغفره ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحقّ المبين الذي شرّف العالمين بأشرف العالمين . وأشهد أنّ سيّدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرّة أعيننا محمّدًا عبده ورسوله وصفيّه وحبيبه الصادق الوعد الأمين وإمام الأتقياء والمجاهدين وقائد الغرّ المحجّلين .
الصلاة والسلام عليك زين الأنبياء يا محمّد

 

الصلاة والسلام عليك أصفى الأصفيا ، الصلاة والسلام عليك يا بهج الضيا

 

الصلاة والسلام عليك يا عاليَ المخافر ،  الصلاة والسلام عليك يا فخر المنابر
الصلاة والسلام على المقدّم للإمامة ، الصلاة والسلام على المشفّع في القيامة
الصلاة والسلام على المظلَّل بالغمامة ، الصلاة والسلام على المبشّر بالسلامة
الصلاة والسلام على محمّد الرسول، الصلاة والسلام على النبي محمّد أبي البتول
أما بعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليّ القدير القائل في كتابه العظيم: {قل يا عبادِ الذين ءامنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرضُ الله واسعة إنما يوَفّى الصابرون أجرهم بغير حساب} الزمر/10 .
فاتقوا الله عباد الله، وليكن قدوتكم محمّد صلوات ربِّي وسلامه عليه الذي علّم وأمر وأوذي وصبر .
فبعد الحديث عن أسمائه الزكيّة صلى الله عليه وسلم وعن عظيم فضل مدحه والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، أحدّثكم اليوم إخوة الإيمان بإذن الله عزّ وجلّ عن صبره صلى الله عليه وسلّم . فهو الذي صبر وتحمّل في سبيل نشر هذا الدين العظيم ، فلَمّا مات عمّه أبو طالب نالت قريش من المصطفى صلّى الله عليه وسلم ما لم تكن تناله ولا تطمع فيه حتى اعترض سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه ترابًا فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيته والتراب على رأسه فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي وعيناها تذرف بالدموع ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لها: "لا تبكي يا بنيّةُ فإنّ الله مانِعٌ أباكِ" (أي حافظ أباك) .
ثمّ إن أبا جهلٍ قام يومًا وقال لأجلسنّ له غدًا بحجر ما أطيق حمله فإذا سجد في صلاته رضخت به رأسه فلَمّا أصبح أخذ حجرًا كما وصف ثم قعد ينتظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وغدا رسول الله كما كان يغدو فلَمّا جلس احتمل أبو جهل الحجر حتى إذا دنا من رسول الله ، حتى إذا دنا من أفضل خلق الله ، حتى إذا دنا من احبّ الخلق إلى الله رجع منهزمًا، رجع مُنتَقَعًا لونُه ، رجع مرعوبًا قد يبست يداه على حجره حتى قذفه من يده وقامت إليه رجال من قريش فقالوا ما لك يا أبا الحكم ؟ قال قمت إليه لأفعل ما قلت (أي ليرمي الحجر على رأس رسول الله ورسول الله في صلاته) قال : "قمت إليه لأفعل ما قلتُ فلمّا دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل ما رأيت مثل هامته فهمّ بي أن يأكلني" . فقال صلّى الله عليه وسلّم: "ذاك جبريل لو دنا لأخذه" .
ويخرج صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ومعه زيد بن الحارث فقط يلتمس النصرة وأقام فيها عشرة أيام فما ترك أحدًا من أشرافهم إلا اجتمع به فلم يجيبوه وسلّطوا سفهاءهم وصبيانهم عليه فقعدوا له بالطريق صفين يضربونه بالحجارة في رجليه حتى أدْمَوْهُما، ضُرب صلّى الله عليه وسلّم بالحجارة حتى نزل الدم من قدميه ، بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ، نفسي فداك يا رسول الله ، روحي فداك يا رسول الله ، يا من أرسلك الله رحمة للعالمين ، ضُرب صلّى الله عليه وسلّم بالحجارة حتى نزل الدم من قدميه وزيد يقيه بنفسه حتى شُجّ في رأسه ثم جلس صلّى الله عليه وسلّم يقول ، ترى وماذا يقول ؟ لا شكّ لم يعترض على الله ، لا شكّ لم يتسخّط على الله بل جلس يقول: "اللهمّ إليك أشكو ضعف قوّتي وقلّة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت ربّ المستضعفين ..." إلى أن قال صلّى الله عليه وسلم: "إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي " الحديث .
فأرسل الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال فقال: "إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين" (أي جَبَلَيْ مكّة) فقال: "لا ، أرجو أن يُخْرِجَ الله من أصلابهم من يعبد الله" .
ولَمّا مات ولده إبراهيم جعلت عيناه تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله ؟ فقال: "يا ابن عوف إنها رحمة" ثم أتبعها بأخرى (أيْ بدمعةٍ أخرى) فقال رسول الله: "إن العينَ تدمعُ والقلبَ يحزنُ ولا نقول إلا ما يَرْضَى رَبُّنا وإنا بِفِرِاقِكَ يا إبراهيمُ لمحزونونَ ".
وعن أسامة بن زيد قال: أرسلَتِ ابنةُ النبيِّ صلّى الله عليه وسلم إليه أنّ ابنًا لي نَفْسُهُ تَقَعْقَعُ فأتِنا. ابنةُ رسول الله ترسل لأبيها الرسول أنِ إِتِِنا، فأرسل يقرىء السلام ويقول: "إنّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكلّ شىء عنده بأجل مسمّى فلتصبر ولتحتسب" .
فأرسلت إليه تقسـم عليه ليأتِيَنّها فقام صلّى الله عليه وسلّم ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبيّ بن كعب وزيد بن ثابت ورجال ، فرفع إلى رسول الله الصبي ونفسه تضطرب وتتحرّك ففاضت عيناه ، فقال سعد : يا رسول الله ما هذا ؟ فقال: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " .
أخي المسلم فليكن قدوتك محمّد صلّى الله عليه وسلّم وإذا ابتليت بمصيبة أو حلّت بك نكبة أو فاجعة فكن صابرًا محتسبًا ولا تفتر عن ذكر الله وقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم ، وإيّاك ثمّ إيّاك أن تعترض على حكم الله وقضائه وقدره فإن لله ما أعطى ولله ما أخذ ولا تتسخّط على الله فإنك تعيش في ملك الله وتأكل من رزق الله ولا تستغني طرفة عين عن الله .
اللهمّ إنا نسألك أن تجعلنا من الصابرين القانتين وأن تثبّتنا على الرضى بحكمك وقضائك ونسألك أن ترحمنا وتغفر لنا وتتوفّانا على كامل الإيمان.
هذا واستغفر الله لي ولكم

 

  

 

الخُطبةُ الثانيةُ:   
التحذير من قول بعض الناس
إن أبا لهب يخفّف عنه العذاب وهو في النار

 

إنَّ الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد أشرف الأنبياء وعلى ءاله وصحبه ومن والاه .
أما بعد عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليّ العظيم وبالتمسّك بهدي رسوله محمّد الأمين صلّى الله عليه وسلّم وبالثبات على نهج ودرب الأولياء والصالحين . فقد قال الشيخ عبد القادر الجيْلانيّ رضي الله عنه في كتابه (أدب المريد) : "إذا علم المريد الخطأ على الشيخ فلينبِّهْهُ فإن رجع عن خطئه فذاك الأمر وإلا ترك قوله واتبع الشرع" .
وقال الشيخُ أحمدُ الرفاعيُّ رضي الله عنه: "سلِّمْ للقومِ أحوالَهُمْ ما لم يخالفوا الشرع، فإن خالفوا الشرع فاتركهم واتْبَعِ الشرع" .
وليعلم أن بعض الْمُتَمَشْيِخين المدعين للتصوّف وللطرق يَرْوُونَ قصةً مكذوبةً فيقولون "إنّ أبا لهب لأنه فرح بمولد رسول الله يضع يده أو إصبعه في فمه يوم الاثنين وهو في نار جهنم فيمتصُّ الماءَ وذلك تخفيفًا له من العذاب" والعياذ بالله من هذا الافتراء على دين الله . نعوذ بالله من هذا الافتراء على كتاب الله ، فقد أخبر ربُّنا تبارك وتعالى في القرءان العظيم: {ونادى أصحاب النار أصحابَ الجنّة أن أفيضوا علينا من الماء أو مِمّا رزقكم الله قالوا إنّ الله حرّمها على الكافرين } (الأعراف/50) .
فالله تعالى حرّم على الكافرين في جهنّم الرزق النافع والماء المروي بل يسقون الحميم الذي يصبّ أيضًا على رؤوسهم . والله تعالى يقول: {لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا إلا حميمًا وغسّاقًا} سورة النبأ/25
وقال تعالى: {ولا يُخَفّفُ عنهم من عذابِها كذلك نجْزي كلّ كَفُور} سورة فاطر/36 .
اللهمّ أجرنا منها يا ربّ العالمين .
واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ ، أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ {إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يصلُّونَ على النبِيِ يَا أيُّهَا الذينَ ءامَنوا صَلُّوا عليهِ وسَلّموا تَسْليمًا} اللّـهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيم وبارِكْ  على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى: {يا أيها الناس اتقـوا ربكـم إنّ زلزلة الساعة شىء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب الله شديد}، اللّـهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللّـهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا اللّـهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ اللّـهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ اللّـهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنّا شَرَّ ما نتخوَّفُ. عبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون . اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.

 

جديد الموقع New

Go to top